استراتيجيات الشراء في الأسهم والصناديق الاستثمارية


استراتيجيات الشراء في الأسهم والصناديق الاستثمارية 

عندما يقرر المستثمر الدخول إلى عالم الأسهم أو الصناديق الاستثمارية، فإن أول سؤال يطرحه على نفسه هو: متى أشتري؟ وفي الحقيقة، فإن توقيت الشراء ليس كل شيء، بل الاستراتيجية التي يتبعها المستثمر في عملية الشراء تُعد أكثر أهمية على المدى الطويل. في هذا المقال سنستعرض أهم استراتيجيات الشراء الذكي التي تساعد المستثمر على تحقيق أهدافه، وتقليل المخاطر، وتحسين العوائد، سواء في سوق الأسهم أو في الصناديق الاستثمارية.


أولاً: ما الفرق بين الأسهم والصناديق الاستثمارية؟


قبل الخوض في الاستراتيجيات، دعنا نوضح الفرق باختصار:

الأسهم: هي حصص ملكية في شركات مدرجة في السوق المالية، ويمكن أن ترتفع أو تنخفض حسب أداء الشركة والسوق.

الصناديق الاستثمارية: هي أدوات استثمارية يديرها متخصصون، وتستثمر في مجموعة من الأصول (أسهم، سندات، عقار…) بهدف التنويع وتقليل المخاطر.


ثانياً: لماذا نحتاج إلى استراتيجية للشراء؟


ببساطة، لأن الأسواق تتحرك صعودًا وهبوطًا باستمرار. من غير المنطقي أن نشتري بشكل عشوائي أو بناءً على مشاعرنا. الاستراتيجية تساعدك على:

تقليل تأثير التذبذب اليومي.

تفادي الشراء وقت التضخم السعري أو الفقاعات.

استغلال الانخفاضات لصالحك.

المحافظة على استقرارك النفسي والمالي.


ثالثاً: أهم استراتيجيات الشراء في الأسهم والصناديق


1. استراتيجية الشراء المنتظم (Dollar-Cost Averaging - DCA)

هي الأكثر شهرة للمستثمرين المبتدئين.فكرتها انك تقوم بشراء نفس المبلغ شهريًا (مثلاً 500 ريال) بغض النظر عن سعر السهم أو الصندوق.ففي الأشهر التي تكون فيها الأسعار منخفضة، تشتري وحدات أكثر، وفي الأشهر التي ترتفع فيها الأسعار، تشتري وحدات أقل. يمكن استخدام هذي الطريقة : 

•  عند عدم القدرة على توقيت السوق.

للمستثمرين طويلين المدى.

      • عند الرغبة في الالتزام والانضباط المالي. 


النتيجة:

متوسط سعر الشراء يكون أقل من السعر العام، وتقل المخاطر النفسية.


  2. استراتيجية الشراء دفعة واحدة او على دفعات عند التصحيحات (Buy the Dip)

تشتري عندما تنخفض الأسعار (بسبب أحداث او أخبار أو تراجعات عامة في السوق). تسمح لك هذه الطريقة باستثمار الفزع المؤقت وتشتري الأصول الجيدة بسعر مخفض.لكن متى سيحدث هذا الهبوط و التراجع ؟ لا أحد يعلم و لو حدث متى سيحدث ل الانعكاس في المسار و الارتفاع ؟ لا أحد يعلم . لذا لا تستخدم هذه الاستراتيجية إلا إذا كنت على دراية و معرفة بالسوق. كما يجب عليك ان تحتفظ بسيولة جاهزة للشراء عند الفرص.

 

المخاطر:

يصعب معرفة متى يحدث الهبوط أو متى ينتهي .

يمكن أن يتحول “الانخفاض المؤقت” إلى “اتجاه هابط طويل”.


3.  استراتيجية الشراء المتدرج (Pyramiding or Scaling In)

بدلاً من الدخول الكامل بمبلغ كبير، تقوم بتقسيم المبلغ على مراحل. ماذا تستفيد ؟ تقلل من تأثير التوقيت الخاطئ و توزع الشراء على نقاط سعرية مختلفة. 


مثال:

لديك 10,000 ريال ترغب في استثمارها في شركة او صندوق معين. يمكن أن تبدأ بـ 3,000 ريال، ثم تزيد الشراء تدريجيًا كل أسبوع أو عند كل انخفاض ( مثلاً 5٪ ) . 


4. استراتيجية الشراء حسب التحليل الفني

استخدام الرسوم البيانية والمؤشرات لتحديد نقاط دخول مناسبة. هذه الطريقة مناسبة للمستثمرين النشطين.و من من لديهم خبرة في متابعة السوق.  


المؤشرات الفنية الشائعة:

  • المتوسطات المتحركة.
  • مناطق الدعم والمقاومة.
  • مؤشرات الزخم مثل RSI أو MACD.
  •          الأنماط الفنية 


5. استراتيجية الشراء دفعة واحدة (Lump Sum Investing) 

تعتمد على استثمار كامل المبلغ المتاح في وقت واحد بدلاً من تقسيمه . تُستخدم عادة عندما يرى المستثمر أن توقيت الدخول مناسب، سواء بسبب انخفاض الأسعار أو وجود فرصة واضحة للنمو. وتمتاز هذه الاستراتيجية ببساطتها وسرعة تنفيذها، تستخدم عادة في حال الاتجاه الصاعد للأسعار. لكنها تحمل أيضًا مخاطرة التوقيت الخاطئ و الذي يقع فيه كثير من المتداولين أو المستثمرين المبتدئين ، إذ قد يتعرض المستثمر لانخفاض في قيمة أصوله مباشرة بعد الشراء إذا تراجع السوق.


ورغم أنها تُعد استراتيجية مستقلة بحد ذاتها، إلا أنه يمكن دمجها بسهولة مع استراتيجيات أخرى مثل الشراء القيمي أو التحليل الفني أو حتى الشراء عند التصحيحات. ففي هذه الحالات، يكون تنفيذ الشراء دفعة واحدة هو الأسلوب المتبع داخل إطار استراتيجية أوسع، ما يجعلها مرنة ومتوافقة مع أساليب استثمارية متعددة. 

  رابعاً: أي استراتيجية تناسبك؟

ليس هناك إجابة واحدة صحيحة. اختيار الاستراتيجية يعتمد على:

مدى خبرتك في السوق.

حجم رأس المال المتاح.

أهدافك من الاستثمار.

قدرتك على تحمل تقلبات السوق.

في كثير من الأحيان، المزج بين أكثر من استراتيجية هو الخيار الأفضل.



اختيار استراتيجية الشراء المناسبة في الأسهم أو الصناديق الاستثمارية قد يكون الفارق بين مستثمر ناجح وآخر دائم القلق. السوق لن يكون دائمًا في صالحك، لكن استراتيجيتك يمكن أن تحميك من أسوأ السيناريوهات وتساعدك على استغلال الفرص في أفضل الأوقات.


ابدأ بخطوة، و استمر، واستثمر بعقل لا بعاطفة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما الفرق بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط؟

الودائع المصرفية : استثمار قليل المخاطر

بنزينك ⛽️علينا بنسبة 50% كاش باك من STC Bank