ما الفرق بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط؟

ما الفرق بين الدبلوم المهني المشارك والدبلوم المتوسط؟ دليل شامل للطلبة والباحثين عن التأهيل المهني

في ظل تزايد التنافس في سوق العمل، يسعى الكثير من خريجي المرحلة الثانوية إلى اكتساب مؤهلات تعليمية تُعزز فرصهم في التوظيف، أو تُهيئهم لإكمال رحلتهم الأكاديمية. ومن بين المسارات التي يواجهون فيها بعض الالتباس، يبرز مفهومان أساسيان هما: الدبلوم المشارك و الدبلوم المتوسط. و رغم أن كلا المصطلحين يشيران إلى برامج دراسية دون درجة البكالوريوس، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما من حيث المدة، المستوى الأكاديمي، الهدف، وحتى إمكانية استكمال الدراسة لاحقاً . في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل الفرق بين هذين النوعين من الدبلومات، مع توضيح مزايا وعيوب كلٍ منهما، لنساعدك على اتخاذ القرار الصحيح بناءً على أهدافك وطموحاتك.

أولًا: تعريف الدبلوم المشارك 

الدبلوم المشارك هو برنامج دراسي قصير، يُعد أحد أنواع برامج ما بعد الثانوية، يهدف إلى تأهيل الطالب أو المتدرب بشكل مهني وعملي مباشر للدخول إلى سوق العمل خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا، غالبًا ما تكون بين سنة إلى سنة ونصف.

يُقدم هذا النوع من الدبلومات عادة من خلال الجامعات، أو الكليات الأهلية، أو المعاهد المتخصصة، ويشمل مجالات مهنية مطلوبة مثل: إدارة الأعمال، التسويق الرقمي، الأمن السيبراني، المحاسبة، الموارد البشرية، وغيرها من التخصصات التي تعتمد على التطبيق العملي أكثر من النظري.

الهدف الأساسي من الدبلوم المشارك هو التمكين المهني، بحيث يخرج الطالب من البرنامج وهو يمتلك المهارات الأساسية للعمل في وظيفة محددة، دون الحاجة إلى دراسة أكاديمية مطولة.

ثانيًا: تعريف الدبلوم المتوسط 

أما الدبلوم المتوسط فهو برنامج أكاديمي ومهني يُقدَّم عادةً بعد المرحلة الثانوية، وتصل مدته إلى سنتين دراسيتين (ما يعادل أربع فصول دراسية كاملة). يُقدم هذا النوع من البرامج في الكليات التقنية أو الكليات الجامعية، ويُعرف أحيانًا بدبلوم الكليات المتوسطة أو الدبلوم العام.

هذا البرنامج لا يكتفي بالتأهيل المهني، بل يجمع بين الجوانب النظرية والعملية، ويُعَدُّ خيارًا أكاديميًا أقرب إلى درجة البكالوريوس من حيث الهيكل والمحتوى، مما يُهيئ الطالب لاحقًا لاستكمال دراسته الجامعية في حال أراد ذلك.

الفرق من حيث المدة والمحتوى 

من أبرز الفروقات بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط هي مدة الدراسة وعدد الساعات المعتمدة. فالدبلوم المشارك عادةً لا يتجاوز سنة إلى سنة ونصف، ويشمل من 30 إلى 45 ساعة أكاديمية فقط، بينما الدبلوم المتوسط يتطلب الدراسة لمدة سنتين، بعدد ساعات يتراوح بين 60 إلى 70 ساعة.

وبينما يركّز الدبلوم المشارك على التدريب العملي والمهارات الوظيفية المباشرة، يدمج الدبلوم المتوسط بين المعرفة النظرية والأساسيات الأكاديمية إلى جانب التدريب العملي، مما يجعله أكثر شمولية وأقرب للبرامج الجامعية.

إمكانية استكمال الدراسة 

هذه النقطة هي واحدة من الفروق الجوهرية بين البرنامجين.

• الدبلوم المشارك: في العادة، لا يُتيح لحامله فرصة استكمال دراسة البكالوريوس، إلا في حالات نادرة إذا كان البرنامج معتمدًا من هيئة التعليم العالي، وكانت هناك اتفاقيات خاصة مع جامعات معينة.

• الدبلوم المتوسط: يُعد هذا البرنامج أكثر مرونة من حيث الاستكمال الأكاديمي، إذ تتيح العديد من الجامعات السعودية إمكانية معادلة عدد من المواد والساعات الأكاديمية لحاملي الدبلوم المتوسط، خاصة إذا كانت في نفس التخصص.

لذلك، إن كنت تخطط لمواصلة التعليم الجامعي لاحقًا، فالدبلوم المتوسط هو الخيار الأنسب.

المستوى الأكاديمي والاعتماد 

من حيث الاعتراف الأكاديمي، يعتبر الدبلوم المتوسط ذا وزن أكبر مقارنة بالدبلوم المشارك، لأنه:

• يُقدَّم غالبًا من مؤسسات تعليمية حكومية أو جامعية.

• يخضع لرقابة أكاديمية صارمة.

• يُعتمد في الترقيات الوظيفية في بعض الجهات الحكومية.

بينما الدبلوم المشارك، رغم كونه مفيدًا من الناحية المهنية، إلا أنه يُنظر إليه كشهادة تأهيل قصيرة، مناسبة لسوق العمل ولكن أقل أكاديمية من الدبلوم المتوسط.

من حيث فرص التوظيف

• الدبلوم المشارك قد يفتح لك الباب للوظائف الميدانية أو الفنية أو المساندة، خصوصًا في القطاع الخاص، لكن بعض الوظائف الحكومية قد لا تعتمد عليه في المفاضلات.

• الدبلوم المتوسط يمنحك فرصًا أفضل للوظائف ذات الطابع الإداري أو الفني المتقدم، كما أنه يُعتمد في برامج الخدمة المدنية، ويُحسب أحيانًا ضمن نقاط الترقية أو التوظيف الحكومي.

أيهما تختار؟

الاختيار بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط يجب أن يكون مبنيًا على طموحاتك واحتياجاتك:

• إذا كنت تريد دخول سوق العمل بسرعة، واكتساب مهارة محددة خلال فترة قصيرة، دون نية لاستكمال الدراسة لاحقًا، فإن الدبلوم المشارك خيار عملي وفعال.

• أما إذا كنت تفكر في مواصلة دراستك الجامعية، أو ترغب في شهادة أقوى من حيث الاعتماد والاعتراف الرسمي، فإن الدبلوم المتوسط هو المسار الأنسب لك.

في نهاية المطاف، لا يمكن القول بأن أحد النوعين أفضل من الآخر بشكل مطلق. فلكل منهما أهدافه وجمهوره المناسب. المهم أن تختار البرنامج الذي يتوافق مع خطتك المستقبلية، سواء كانت مهنية أو أكاديمية. إذا كنت لا تزال مترددًا، يمكنك استشارة مرشد أكاديمي في جامعتك، أو التواصل مع الجهات المقدمة لهذه البرامج لمعرفة التفاصيل الدقيقة قبل اتخاذ القرار.