الشراء بطريقة توسيط التكلفة في الاستثمار

 


طريقة توسيط التكلفة في الاستثمار (Dollar Cost Averaging - DCA)



يبحث المستثمرون دائمًا عن استراتيجيات فعالة لإدارة المخاطر وتعظيم العوائد. من بين هذه الاستراتيجيات، تُعد طريقة توسيط التكلفة (Dollar Cost Averaging - DCA) واحدة من أكثر الأساليب شيوعًا وفعالية، خاصةً للمستثمرين الذين يسعون إلى تحقيق استثمارات مستقرة على المدى الطويل. تعتمد هذه الطريقة على شراء الأصول المالية بانتظام وبنفس المبلغ النقدي، بغض النظر عن تقلبات السوق. تساعد هذه الاستراتيجية في تقليل تأثير التقلبات السعرية وتجنب محاولة توقيت السوق، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمستثمرين الذين يفضلون الاستثمار المستمر دون الحاجة إلى اتخاذ قرارات معقدة بشأن توقيت الشراء.


في هذا المقال، سنتناول مفهوم توسيط التكلفة بالتفصيل، ونوضح كيفية تطبيقه، ونستعرض مزاياه وعيوبه، بالإضافة إلى مقارنته بأساليب استثمار أخرى.


ما هو توسيط التكلفة في الاستثمار؟


توسيط التكلفة هو استراتيجية استثمارية تعتمد على شراء كميات ثابتة من الأصول المالية (مثل الأسهم، الصناديق الاستثمارية، أو العملات الرقمية) بمبالغ نقدية متساوية على فترات زمنية منتظمة، بغض النظر عن سعر الأصل في السوق. الفكرة الأساسية وراء هذه الاستراتيجية هي تقليل تأثير تقلبات السوق، حيث يشتري المستثمر كميات أكبر عندما تكون الأسعار منخفضة، وكميات أقل عندما تكون الأسعار مرتفعة.


على سبيل المثال، إذا قرر مستثمر استثمار 500 ريال شهريًا في صندوق استثماري، فإنه سيشتري عددًا أكبر من الوحدات عندما يكون سعر الوحدة منخفضًا، وعددًا أقل عندما يكون السعر مرتفعًا. بمرور الوقت، يؤدي هذا النهج إلى تقليل متوسط تكلفة الوحدة، مقارنةً بالشراء بمبلغ كبير دفعة واحدة.


كيفية تطبيق استراتيجية توسيط التكلفة؟


يمكن تنفيذ استراتيجية توسيط التكلفة بسهولة باتباع الخطوات التالية:

1. تحديد الأصل المالي للاستثمار

يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية على الأسهم، صناديق الاستثمار، العملات الرقمية، السندات، الذهب، أو أي أصل مالي قابل للاستثمار الدوري.

2. تحديد المبلغ الدوري للاستثمار

حدد مبلغًا ثابتًا تستثمره في الأصل المختار بشكل دوري، سواءً كان أسبوعيًا، شهريًا، أو فصليًا.

3. الالتزام بالاستثمار المنتظم

حافظ على الالتزام بشراء الأصل في كل فترة زمنية، بغض النظر عن أداء السوق، مما يضمن تطبيق الاستراتيجية بشكل صحيح.

4. استخدام خطط الاستثمار التلقائي

توفر بعض شركات الوساطة المالية والبنوك خدمات الاستثمار التلقائي، حيث يتم خصم المبلغ المحدد شهريًا وشراء الأصول المختارة تلقائيًا.

5. المتابعة والتقييم

على الرغم من أن توسيط التكلفة يقلل الحاجة لمراقبة السوق بشكل مكثف، إلا أنه من الضروري تقييم الأداء بانتظام والتأكد من توافق الاستراتيجية مع الأهداف المالية.


مثال 


لنفترض أن مستثمرًا يقرر استثمار 200 دولار شهريًا في صندوق استثماري على مدار 6 أشهر. في كل شهر، يشتري وحدات بناءً على سعر السوق في ذلك الوقت:


الشهر المبلغ المستثمر سعر الوحدة عدد الوحدات المشتراة

يناير 200$ 20$ 10 وحدات

فبراير 200$ 25$ 8 وحدات

مارس 200$ 18$ 11.1 وحدة

أبريل 200$ 22$ 9.1 وحدة

مايو 200$ 15$ 13.3 وحدة

يونيو 200$ 17$ 11.7 وحدة


حساب متوسط التكلفة لكل وحدة

إجمالي المبلغ المستثمر: 200 × 6 = 1200 دولار

إجمالي عدد الوحدات المشتراة: 63.2 وحدة

متوسط التكلفة لكل وحدة: 1200 ÷ 63.2 = 18.99 دولار


في هذا المثال، رغم أن الأسعار تراوحت بين 15 و25 دولارًا، إلا أن متوسط التكلفة النهائية كان 18.99 دولارًا، مما يعني أن المستثمر حصل على سعر أقل من بعض المستويات المرتفعة في السوق.


مزايا توسيط التكلفة


1. تقليل تأثير تقلبات السوق


نظرًا لأنك تستثمر نفس المبلغ بانتظام، فإنك تتجنب شراء الأصول فقط عندما تكون الأسعار مرتفعة، مما يخفف من أثر التغيرات المفاجئة في السوق.


2. عدم الحاجة لتوقيت السوق


يجد معظم المستثمرين صعوبة في تحديد أفضل وقت للشراء، لذا فإن استخدام هذه الاستراتيجية يلغي الحاجة لتوقع القمم والقيعان في السوق.


3. تبسيط عملية الاستثمار


بفضل بساطتها، تعد استراتيجية توسيط التكلفة مثالية للمستثمرين الذين يفضلون نهجًا منضبطًا وطويل الأجل، دون الحاجة إلى متابعة الأسواق يوميًا.


4. خفض المخاطر النفسية


بدلًا من القلق بشأن تحركات السوق اليومية، يمنحك توسيط التكلفة نهجًا استثماريًا أكثر هدوءًا وثباتًا.


عيوب توسيط التكلفة


1. قد يؤدي إلى تقليل العوائد في الأسواق الصاعدة


عند الاستثمار في سوق ينمو بثبات، قد يكون من الأفضل استثمار المبلغ دفعة واحدة، لأن الانتظار للاستثمار التدريجي قد يقلل من العائدات.


2. لا يحمي من الخسائر بالكامل


رغم أنه يقلل من المخاطر، إلا أنه لا يمنعها بالكامل، فإذا كان الأصل نفسه في اتجاه هبوطي طويل الأجل، فإن توسيط التكلفة لن يحمي المستثمر من الخسائر.


3. يتطلب التزامًا طويل الأجل


لتحقيق الفائدة المرجوة، يحتاج المستثمر إلى الالتزام بالاستثمار المنتظم لفترة طويلة، وهو أمر قد لا يكون مناسبًا للجميع.


مقارنة بين توسيط التكلفة والاستثمار دفعة واحدة (Lump Sum Investing)


العامل توسيط التكلفة (DCA) الاستثمار دفعة واحدة (Lump Sum)

المخاطر منخفضة بسبب التوزيع التدريجي أعلى بسبب التعرض الفوري للسوق

العائد المحتمل أقل في الأسواق الصاعدة أعلى في الأسواق الصاعدة

البساطة سهل التنفيذ يحتاج إلى تحليل السوق

إدارة المخاطر يساعد في تخفيف التقلبات قد يتأثر بالشراء عند قمة السوق



يعد توسيط التكلفة طريقة فعالة للاستثمار المستدام وتقليل تأثير تقلبات السوق، وهو مثالي للمستثمرين الذين يفضلون استثمارًا طويل الأجل دون الحاجة لمتابعة الأسواق باستمرار. ومع ذلك، فإن القرار بين استخدام DCA أو الاستثمار دفعة واحدة يعتمد على هدف المستثمر، حجم المخاطر التي يتحملها، وطبيعة السوق الذي يستثمر فيه.


إذا كنت مستثمرًا يبحث عن نهج منظم ومستدام، فإن توسيط التكلفة يعد خيارًا مثاليًا لتحقيق النمو المالي التدريجي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما الفرق بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط؟

الودائع المصرفية : استثمار قليل المخاطر

بنزينك ⛽️علينا بنسبة 50% كاش باك من STC Bank