الفرق بين إجمالي الربح / الدخل وهامش إجمالي الربح /الدخل




الفرق بين إجمالي الربح / الدخل وهامش إجمالي الربح /الدخل


في عالم المال والأعمال، تنتشر العديد من المصطلحات المالية التي قد تبدو متشابهة في ظاهرها، لكنها تحمل معانٍ مختلفة تؤثر بشكل مباشر على كيفية فهم أداء الشركات. من بين هذه المصطلحات: إجمالي الربح وهامش إجمالي الربح. وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، إلا أن كلًا منهما يُستخدم لغرض مختلف ويعطي دلالة معينة عن الحالة المالية للشركة.

في هذه المقالة، سنتناول الفرق بين هذين المفهومين بشكل مفصل، مع تقديم أمثلة ، لتمكين القارئ من فهمهما واستخدامهما في تحليل البيانات المالية بشكل فعال.


أولًا: ما هو إجمالي الربح (Gross Profit)؟


إجمالي الربح هو مقدار الأرباح التي تحققها الشركة بعد خصم تكلفة البضائع المباعة (Cost of Goods Sold - COGS) من الإيرادات الكلية. بمعنى آخر، هو الربح الذي يتبقى للشركة بعد تغطية التكاليف المباشرة للإنتاج أو الشراء.


صيغة حساب إجمالي الربح:


إجمالي الربح = الإيرادات - تكلفة البضائع المباعة


مثال :

لنفترض أن هناك شركة تبيع أدوات مكتبية. في عام 2024، بلغت إيراداتها 1,000,000 ريال سعودي، بينما كانت تكلفة البضائع المباعة 600,000 ريال. هنا نحسب إجمالي الربح كالتالي:


إجمالي الربح = 1,000,000 - 600,000 = 400,000 ريال 


هذا الرقم يمثل المبلغ المتبقي لتغطية المصاريف التشغيلية الأخرى (مثل الرواتب، الإيجار، التسويق…)، وبعدها يتم احتساب صافي الربح.


ثانيًا: ما هو هامش إجمالي الربح (Gross Profit Margin)؟

بينما يعطينا إجمالي الربح رقمًا مطلقًا، فإن هامش إجمالي الربح يقدم لنا النسبة المئوية لإجمالي الربح مقارنةً بالإيرادات. هذه النسبة تساعد في فهم كفاءة الشركة في إدارة تكاليف الإنتاج وتحقيق الأرباح.


صيغة حساب هامش إجمالي الربح:


هامش إجمالي الربح = (إجمالي الربح ÷ الإيرادات) × 100


متابعة المثال السابق:


هامش إجمالي الربح = (400,000 ÷ 1,000,000) × 100 = 40%


وهذا يعني أن الشركة تحقق ربحًا قدره 40 ريالًا من كل 100 ريال من الإيرادات، بعد خصم التكاليف المباشرة.


ما الفرق بين إجمالي الربح وهامش إجمالي الربح؟


الفرق الجوهري بين إجمالي الربح وهامش إجمالي الربح يكمن في طبيعة كل منهما وطريقة استخدامه:


إجمالي الربح

هو رقم مالي ثابت يُعبّر عن مقدار الربح الذي تحققه الشركة بعد خصم تكلفة البضائع المباعة من إجمالي الإيرادات. يتم التعبير عنه بمبلغ نقدي (ريال، دولار، إلخ)، ويُستخدم لتحليل مدى قدرة الشركة على تغطية التكاليف التشغيلية الأخرى وتحقيق صافي ربح لاحقًا.


هامش إجمالي الربح

هو نسبة مئوية تُظهر العلاقة بين إجمالي الربح والإيرادات. يعطي هذا المؤشر انطباعًا عن مدى كفاءة الشركة في تحقيق الأرباح مقارنة بإجمالي مبيعاتها. فكلما ارتفع هامش الربح، دل ذلك على قدرة الشركة في الحفاظ على جزء أكبر من أرباحها بعد تغطية تكاليف الإنتاج.

ببساطة، يمكن القول إن:

إجمالي الربح يخبرك بـ “كم ربحت” الشركة بعد التكاليف المباشرة.

هامش إجمالي الربح يخبرك بـ “كم نسبة الربح من كل ريال مبيعات بعد خصم التكاليف المباشرة ”.

مثال : إذا كانت شركة ما تحقق إجمالي ربح قدره 500,000 ريال من إيرادات بلغت 1,000,000 ريال، فإن هامش إجمالي الربح هو 50%. أي أن الشركة تربح نصف كل ريال من مبيعاتها بعد خصم تكاليف البضائع . 


لماذا يُعد هامش إجمالي الربح أكثر فائدة في بعض الأحيان؟


في حال أردت مقارنة شركتين تعملان في نفس المجال، لن يكون من المفيد النظر إلى إجمالي الربح فقط، خصوصًا إذا كانت إحداهما أكبر من الأخرى. بدلاً من ذلك، يوفر هامش إجمالي الربح مقياسًا نسبيًا أكثر دقة للمقارنة.


مثال:

شركة A: إيرادات = 2 مليون ريال، إجمالي الربح = 600 ألف ريال → الهامش = 30%

شركة B: إيرادات = 800 ألف ريال، إجمالي الربح = 400 ألف ريال → الهامش = 50%


على الرغم من أن شركة A تحقق إجمالي ربح أكبر، فإن شركة B أكثر كفاءة في إدارة تكاليفها المباشرة، وهذا يظهر من هامش الربح الأعلى.


كيف يؤثر هامش إجمالي الربح على قرارات المستثمرين؟


المستثمرون يهتمون كثيرًا بهامش إجمالي الربح لأنه يعكس مدى قدرة الشركة على التحكم في تكاليف الإنتاج وتحقيق أرباح مستدامة. فالشركة التي تتمتع بهامش مرتفع غالبًا ما تكون أكثر قدرة على مواجهة تقلبات السوق، وقدرتها على الاستثمار في التوسع تكون أفضل.


عوامل تؤثر في هامش إجمالي الربح

تكاليف المواد الخام: أي زيادة في أسعار المواد تؤثر على تكلفة البضائع المباعة وبالتالي تقلل من الهامش.

الاستراتيجية التسعيرية: إذا قامت الشركة بتقليل أسعار بيع المنتجات لجذب العملاء، فقد ينخفض الهامش.

كفاءة الإنتاج: استخدام تقنيات متطورة وخفض الهدر يمكن أن يزيد من هامش الربح.

المنافسة في السوق: في الأسواق التنافسية، قد تضطر الشركات إلى خفض الأسعار، مما يؤدي إلى تقليص الهوامش.



استخدام المؤشرين معًا لفهم أفضل

التحليل المتكامل يتطلب النظر إلى كلا المؤشرين: إجمالي الربح وهامشه. فمثلًا:

إذا كان إجمالي الربح مرتفعًا والهامش منخفضًا، فقد تكون هناك مشاكل في التسعير أو الكفاءة.

إذا كان إجمالي الربح منخفضًا والهامش مرتفعًا، فقد تكون الشركة صغيرة لكنها تدير عملياتها بكفاءة.


إجمالي الربح وهامش إجمالي الربح هما وجهان لعملة واحدة، لكن لكل منهما استخدام مختلف. إجمالي الربح يُظهر القيمة المالية المتبقية بعد خصم التكاليف المباشرة، بينما يعكس هامش إجمالي الربح مدى كفاءة الشركة في تحقيق الأرباح من إيراداتها. فهم هذين المفهومين يُعد خطوة أساسية لأي شخص مهتم بعالم المال أو تحليل الشركات، سواء كنت مستثمرًا، صاحب عمل، أو حتى طالبًا في مجال الأعمال. كلما تعمّقت في قراءة القوائم المالية، ستجد أن هذه المؤشرات ليست مجرد أرقام، بل أدوات قوية تساعدك في اتخاذ قرارات مالية مبنية على بيانات واضحة وتحليل دقيق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما الفرق بين الدبلوم المشارك والدبلوم المتوسط؟

الودائع المصرفية : استثمار قليل المخاطر

بنزينك ⛽️علينا بنسبة 50% كاش باك من STC Bank